منذ سنة فقط، لم يكن (سام)، الملقب (سام جام بام) على موقع (ريديت)، يعتبر نفسَهُ فناناً، فقد كان يبدع برسوماتٍ لا يرتاح لفكرة نشرها على شبكة الانترنت، إذ كان يشعر بعد قضاء ساعات طويلة في الرسم أن تلك الرسومات رديئة جدا.
ثم في شهر أبريل 2019، قام بنشر صورة لشخصية (لويجي) وهو حليق الذقن كردٍ على ميم يصوِّر (ماريو) بوجه طفولي، وهنا تغير كل شيء.
حصدت الصورة 294 صوتاً في القسم الفرعي /r/dankmemes على موقع (ريديت)، على الرغم من أنها ليست من هذا النوع، ما حرك داخله شيئاً ما أراد اكتشافه.
يوضح (سام) قائلاً: ”كنت أعتقد أن عملي كان رديئاً، لكن عندما رأيت ردود الأفعال، كان ذلك يدفئ قلبي حقًا“.
ساعدت ردود الأفعال الإيجابية (سام) في التغلب على خوفه من مشاركة أعماله، وقرر الاستمرار. يقول: ”كل شيء كان محفزاً، صنع شيء يمتع الناس كان يشعرني بالراحة“ ويضيف: ”إنني ممتن لكل الذين استمتعوا بها، هذا ممتع حقاً، وقد ألهب عزيمتي لرسم المزيد. وسأحرص على إيجاد المزيد من الوقت لأجل ذلك“.
يشير (سام) أيضاً إلى أن نشر تلك الرسومات كان له تأثير إيجابي على حالته النفسية، ويقول: ”أنا مهووس جداً بفني، وأجد صعوبة في نشر الرسومات، لأنني لم أشعر قَط أنها مكتملة“. كان النشر على (ريديت) و(إنستغرام) طريقة فعالةً لمساعدته على المضي قدماً في رسوماته، فبمجرد أن يتم رفعها على الموقع، ينتهي الأمر.
اكتشف (سام) بعد رسمه لشخصية (لويجي) بدون شعر ذقن مجالاً أكثر شعبية هو: إعادة تصوير الشخصيات الكرتونية المحببة لدى الناس بطريقة غريبة وساخرة، فإذا كنت تظن أن صورة (لويجي) بلا ذقن مزعجة جدا، ستعيد النظر بعد مشاهدتك للرسومات التالية:
ومنذ رسمه لشخصية Weepinchoke من المسلسل الكرتوني الشهير بوكيمون، ينشر سام حالياً رسومه الغريبة بمعدل مرتين إلى ثلاث أسبوعياً، وقد لاحظ كذلك أن أسلوبه قد تغير فيقول: ”يمكن من خلال تصفح حسابي على إنستغرام معرفة أن رسوماتي قد تطورت على مدار هذا الشهر، وإنني اعتبر هذه الرسومات النسخة السوداوية من الشخصيات الأساسية“.
الغريب أن (سام) يردد دائماً أنه لا يحب الرسم ويكره رسوماته ويصل به الأمر حد تشبيهها بالنفايات.
في الواقع، يمكن أن نرى كراهية للذات داخل أعين هذه الشخصيات، كما لو أنهم أجبروا على الوجود رغماً عنهم. وفي كل مرة ينشر فيها (سام) إحدى رسوماته، يرفقها باعتذار إلى الناس لاضطرارهم إلى مشاهدة هذه المخلوقات المريضة.
في المعدل تحصد منشورات سام ما يقارب 15000 صوت.
ما هو المغري والممتع في مشاهدة شخصيات الطفولة المحببة ترسم بطريقة بشعة؟
يقول (سام): ”إنني أحاول النظر إلى ما وراء التفاصيل البسيطة ورؤية الشكل الحقيقي لهذه الشخصيات“، وشخصية (كيربي) –الكرة الوردية ذات الأذرع اللطيفة– خير مثال على ما يحاول (سام) فعله، إذ صورها ككتلة مخيفة منفوخة الصدر لا تتوقف عن الصراخ.
يقول (سام) أن مصدر إلهامه هو حبه لدفع الأشياء خطوة إلى الأمام، فإذا ما شعر أن هناك شيئا ما غير مرئي، أو أن التفاصيل فيه قليلة، انتابته رغبة عارمة لإضافة المزيد عليه، كما أنه استفاد من متابعته لمسلسل الأينمي Attack on Titan.
عبر (سام) عن مدى سعادته بهذه الشهرة كوسيلة لاستكشاف فنه، إلا أنه يدرك بأنها لن تدوم، فيقول: ”إن لفت الانتباه هو كل ما يهم الناس في نهاية المطاف“، ويضيف: ”جميع الأشياء مؤقتة وقصيرة الأجل، أحب أن ينخرط الناس في العمل ويستمتعوا به، عدا ذلك سيكون من الصعب عليهم إيجاد الدافع للاستمرار“.
وأضاف أنه سيتابع الرسم حتى ولو فقد اهتمام الناس به، بنفس الطريقة التي كان يرسم فيها قبل شهرته، فقد أمتعه هذا التحدي في خلق شيء مميز حتى مع أنه يدرك تماماً أن الساعات الطويلة التي يقضيها في الرسم سينتهي بها الأمر كصورة يشاهدونها ويستمتعون بها لمدة لا تتعدى الثواني، كما أنه ليس خائفاً من زوال هذه الشهرة، فهو يعلم أن نجمه لابد سيخفت في وقت ما.
على أي حال، يملك (سام) وظيفة بدوام كامل، ولا يخطط للذهاب بفنه إلى أي مكان، سيتابع الرسم ويرى إلى أين ستؤول الأمور.
وحين تم سؤاله عن الخطوط الحمراء بالنسبة لفنه، أجاب أنها الإباحية، فعلى الرغم من أنه قد تطور شكل كبير خلال الشهر الفائت، لكنه رفض كل محاولات معجبيه في دفعه نحو الإباحية أو ما يعرف بالقاعدة 34: (كل ما هو موجود، هنالك نسخة إباحية منه).
حين أعلنت شركة (نيتندو) أن شخصية (كوب هيد) في طريقها الى لعبة (سويتش) استغل (سام) الفرصة ورسمها بطريقته.
ما رأيك بهذه الرسومات؟