
لعل حالك عزيزي القارئ كحال الكثير من الأشخاص الذين يحاولون التحكم في أوزانهم ويبحثون عن علاجات للمشاكل الصحية، ولعلك قد دفعت مبالغ طائلة على أدوية وطرق علاجية مختلفة ولكن دون فائدة. وهو ما جعل هذه السوق تزدهر، ففي عام 2018 بلغت قيمتها حوالي الـ212 مليار دولار، كما بلغت تكلفة الرعاية الصحية 4.2 تريليون دولار عام 2017، ولكن مهما بلغت التكلفة، لايزال تحديد منهجية واحدة تساعدنا على إدارة وزن أجسامنا، وإطالة العمر، والمحافظة على الصحة العامة أمرًا مستحيلاً في بعض الأحيان.
قد نتساءل: هل يمكننا التفريق بين الطرق العلاجية الحقيقية والطرق العلاجية الزائفة التي تنشرها بعض المواقع على الإنترنت؟ الإجابة: نعم بالتأكيد يمكنك، قد يبدو الأمر صعباً للوهلة الأولى بسبب عدم وجود مقياس علمي واحد يمكنك استخدامه لتحديد ما إذا كان الشيء مفيداً من الناحية العلمية أم لا، ومع ذلك هناك عدد قليل من الأسئلة التي يمكنك طرحها لتساعدك على النظر إلى طبيعة الأدلة بشكل نقدي، سواء كنت قد التحقت بأي فصول علمية أم لم تلتحق.
لذلك جمعنا لك في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» مجموعة من الأسئلة التي عليك طرحها على نفسك للتمييز بين العلم الزائف الذي يغزو مواقع التواصل الاجتماعي والعلم الحقيقي، خاصة عند التسوق بحثاً عن المكملات الغذائية والمنتجات الطبية وغيرها، تابع معنا القراءة:
1. هل فعلاً يقدم هذا المنتج كل هذه الأمور؟

هل سبق لك أن رأيت منتجاً أو نظاماً غذائياً يمكنه أن يفعل أي شيء؟ لن يكلفك الأمر سوى بضعة جنيهات إلا أنه يساعدك على التخلص من حب الشباب كما أنه سيعطي مظهراً جميلاً لحلمات صدرك، أو أنه يمكنك كسب الآلاف من الدولارات بالعمل في منزلك، بالطبع لا يمكننا الحكم ما إن كانت هذه الإعلانات محض هراء أم لا بمجرد النظر للفوائد التي يقدمها لك منتج واحد!
2. هل من المعقول أن جميع مشاكلنا الصحية سببها شيء واحد؟

قد ترى بعض المواقع التي تخبرنا أنه إن تجنبنا أمرا معينًا فإن جميع مشاكلنا الصحية والأعراض التي نشعر بها ستختفي إلى الأبد، إلا أنه أمر مشكوك به للغاية، قد يكون هناك بعض المعلومات الصحيحة ولكن مبالغ فيها، فمثلاً وقعت مادة الغلوتين ضحية لهذه المواقع التي صورتها وكأنها السبب في تأزم الحالة الصحية للكثير من الأشخاص، دون تقديم تشخيص رسمي مبني على حقائق علمية.
بالطبع إن كنت تعاني من مرض الاضطرابات الهضمية وتناولت الغلوتين فإن جسدك سيطلق رد فعل مناعي ويهاجم نفسه ويدمر الأمعاء الدقيقة لديك، أي أن الغلوتين يسبب مشاكل صحية لبعض الناس. فقط لا يمكننا تعميم هذه الأفكار على الجميع، ولكن تكمن المعجزة في الخبز الذي يمكن لمعظم الناس هضمه دون أن يسبب لهم مشاكل صحية!
لذلك قد يشعر البعض بالسعادة والراحة عند معرفتهم أن كل مشاكلهم الصحية سُتشفى بمجرد الابتعاد عن هذا العنصر الغذائي، إلا أنه من الأفضل لك أن تبحث وتتأكد من مدى صحة هذه المعلومات قبل البدء باتباع إي نظام غذائي وإبعاد بعض العناصر الغذائية من وجباتك اليومية
3. هل يقتصر الدليل على الحكاية فقط؟

”لا حاجة لي بالعلم، فأنا أعلم ما رأيته!“، من منا لم يسمع بهذه الجملة التي يختتم به الشخص قصته عند ترويجه لمنتج ما أو فكرة ما، لماذا لا يبدو الأمر كأنه خداع إذا كان العلم الذي يستخدمه هؤلاء للترويج لخلطاتهم وحبوبهم السحرية مزيفاً؟ ربما لأن الراوي لا يكذب لأنه قد يكون مجرد شخص قد تخبط بالظلام والجهل وانتهى الأمر به بالترويج للعادات والأفكار التي يؤمن بها، ولكن إن حكمت عقلك ستعلم أن ما يصلح لشخص واحد فقط لا يمكن أن يكون مفيداً للجميع.
4. ما هي الهيئات العلمية والطبية التي قيّمت هذه المنتجات؟

هل تعلم أن معظم ما تقرأه على الإنترنت من منشورات تخبرك عن الأدوية التي عليك تناولها لم يتم تقييمها من قبل أطباء حقيقيين أو علماء! وأن 30% من هذه المعلومات ليست سوى خرافة! عليك الانتباه جيداً وعدم تصديق كل ما تقرأه، فمن البديهي أن ليس كل ما يفيدك موجود داخل عبوة الحبوب، وخاصةً أن لكل من هذه الحبوب معايير صارمة تستخدمها إدارة الأغذية والعقاقير للتأكد من سلامتها قبل طرحها في الأسواق.
لذلك قبل أن تقرر شراء أدوية لا تعلم مصدرها قم بالبحث ما إن كانت موافقًا عليها من قبل الجمعيات والهيئات الطبية، ثم ابحث عن هذه الهيئات والمنظمات الطبية قبل أن تشتري الدواء لترى ما إن كانت معروفة ويمكنك الوثوق بمنتجاتها.