
لقد اعتدنا على حقيقة أن الروابط الاجتماعية تجعلنا أكثر سعادة والتفاعل مع الأصدقاء يجلب الفرح والمعنى لحياتنا، وكلما تواصلنا مع الناس كلما كان شعورنا أفضل بأتجاه أنفسنا من الصعب الجدال حول هذا الأمر ما لم تكن ذكيًا حقًا. هذا الاكتشاف الصادم من قبل العلماء ثبت في ورقة نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس.

أجرى الباحثان نورمان لي وساتوشي كازانوفا دراسة استقصائية تقيس مدى الرضا عن الحياة والذكاء والصحة. بعد تحليل ردود 15000 شخص ، توصلوا إلى “نظرية السافانا للسعادة”. حيث توضح أن الطريقة التي نستمتع بها في الحياة تعتمد على تجارب أسلافنا.
استندت أبحاث نورمان وكازانوفا إلى عاملين نموذجيين للحياة الحديثة:
- كثافة السكان
- تكرار الاتصال مع الأصدقاء
في الوقت الحاضر، نحن محاطون بالناس أكثر بكثير من أسلافنا، لكننا نتفاعل بشكل أقل مع أصدقائنا. وفقًا للمؤلفين، يتأثر الأشخاص الأقل ذكاءًا بنظرية السافانا أكثر من الأشخاص الأكثر ذكاءً.

ويشيرون أيضًا إلى أن الأشخاص الأذكياء يفضلون المناطق الحضرية، بينما يفضل الأشخاص الأقل ذكاءًا البقاء في بيئة ريفية. يرتبط هذا بفكرة أنه على الرغم من وجود كثافة سكانية عالية، يتفاعل الناس مع بعضهم البعض بشكل أقل من المناطق الريفية.
عمومًا، يتمتع سكان المدن بمتوسط ذكاء أعلى من سكان الريف، ربما لأن الأفراد الأكثر ذكاء أكثر قدرة على العيش في أماكن” غير طبيعية “ذات الكثافة السكانية العالية” حسب قول: كانازاوا.

اعتاد أسلافنا على التواصل بشكل متكرر مع الأصدقاء لأنه كان ضروريًا للبقاء على قيد الحياة. ولكن بالنسبة للأشخاص الأكثر ذكاءًا، كان النهج الفردي لحل المشكلات أكثر أهمية. وبالتالي، لم يستفيدوا من الصداقات ونتيجة لذلك، لم يبحثوا عنها.
كما يقول: كازانوفا” بشكل عام، من المرجح أن يكون للأفراد الأكثر ذكاءًا تفضيلات وقيم” غير طبيعية “لم تكن لدى أسلافنا”.

إذا كنت تستمتع بقضاء بعض الوقت مع أصدقائك، فهذا بالتأكيد لا يعني أنك لست ذكيًا للغاية. الأمر الأكثر أهمية هو أنك إذا كنت تميل إلى قضاء بعض الوقت لوحدك (أو تعرف شخصًا يفعل ذلك) فهذا لا يجعلك وحيدًا. لقد ولدت للتو بهذه الطريقة وهذا أمر طبيعي تمامًا.

الباحثون توصلوا إلى نتيجة أن الأشخاص الأكثر ذكاءًا أقل سعادة عندما يجتمعون مع الأصدقاء بشكلٍ متكرر.